أنواعالوحدة في القرآن
نقدم للكلام عن الأمة الاسلامية الواحدة بالاشارة الى أن القرآن الكريم يقر ثلاثة أنواع من الوحدة هي:
وحدة البشر
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم)
والهدف من هذه الآية الكريمة توجيه الاختلافات القبلية والقومية بالاتجاه السليم;
فلا ينبغي أن يكون التمايز القومي والقبلي وسيلة للتفاخر والمباهاة والتعالي والتسلّط وسيادة قبيلة على أخرى، أو قوم على قوم.
فالهدف - على حسب تعبير أحد المفسّرين - هو: لتعارفوا لا لتناكروا، ولا لينفي بعضكم سجايا البعض الآخر وإنسانيته وحقوقه. فالهدف هو "التعارف".
[وحدة الاديان التوحيدية
النوع الآخر من الوحدة في العرف القرآني هو بين أتباع الأديان التوحيدية التي ترجع أصولها إلى السماء والوحي.
والآيات المتحدِّثة بهذا الموضوع كثيرة
قال الله تعالى (إن الدين عند الله الاسلام)(8)، أو: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه)
المراد من "الاسلام" هو ديننا، فقد أطلق الله عليه اسم الاسلام، وهذه من مفاخره;
لأن الاديان الاخرى تنسب الى أسماء الانبياء أو قومية أتباعها، فالمسيحية تعني دين المسيح(عليه السلام) واليهوديّة مشتقة من اسم قومية أتباعها اليهود،
أو ينسب أتباعها الى صفة نبيهم موسى الكليم، فيطلق عليهم اسم "الكليميين".
أما ديننا، فله اسم خاص هو الإسلام، واليه ينسب أتباعه، فلا يقال: "محمديون" بل "مسلمون".
3- وحدة الامة الإسلامية:
النمط الثالث هو وحدة الامة الإسلامية ، يقول تعالى: (إنّ هذه أمّتكم أمة واحدة)
يجب أن يلتفوا حول محور واحد ويتمسّكوا بحبل واحد هو "حبل اللّه" ، وقد وردت آراء عديدة في تفسير المقصود منه كالقول بأنه القرآن أو الدين، أو الإسلام، أو الأحكام.
لقد اهتم القرآن كثيراً بالوحدة الإسلامية،
ولم يترك تبيان شيء يعين على تحققها وترسيخها بين المسلمين بما يضمن سعادتهم كما يتضح للمتدبر في الآيات الكريمة والذي يسعى لتعرف دقائقها، ولكن المسلمين غافلون عنها، فقد ابتعدنا عن القرآن،
نحن بعيدون عنه حتى عندما نتلوه وعندما يفسره لنا المفسرون.
هذا الأصل العام المشترك هو الاشتراك في العقيدة، إذ أن للوحدة الإسلامية أساسين; الاول عقيدي والثاني عملي،
[img]
[/img]