<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة
الأسرة التاسعة عشر، وكان والده الملك
سيتي الأول.
و ُلد
رعمسيس الثاني عام 1303 قبل الميلاد و حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1213 ق.م . صعد إلى الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر. ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته. الكتاب الإغريق القدامى (مثل
هيرودوت) نسبوا إنجازاته إلى الملك شبه الأسطوري
سيزوستريس.
حياتهرمسيس الثاني كان ابن الملك
سيتي الأول والملكة
تويا ، وزوجته الملكية هي الملكة
نفرتاري المحبوبة له ، كما كان له عدد من الزوجات الثانويات ومن ضمنهم زوجته
إيزيس نوفرت و
ماعت حور نفرو رع ، والأميرة
حاتّي. وبلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن منهن:
بنتاناث و
مريت أمن ،
ستناخت .ومن أبنائه الأمير
مرنپتاح الذى خلف والده كملك على عرش مصر . وأخيرا الأمير
خعامواست الذى رمم آثار أجداده.
أسماؤهمثل معظم ملوك المصريين، فقد كان لرمسيس عدة أسماء. أهم اثنين منهم: اسمه الملكي واسمه الأصلي يظهران
بالهيروغليفية أعلى إلى اليسار. وتلك الأسماء تُكتب بالعربية كالتالي:
وسر معت رع - ستب ان رع ، والأسم الثاني : رع مسو - مري أمون ، ومعناهما: "
قوي رع و ماعت ، المختار من رع ،ويعني الاسم الثاني بالعربية : روح رع ، محبوب أمون". في النسخة الحيثية من معاهدة السلام الذكورة آنفاً مع
حاتّوسيليس الثالث، بإن اسم الملك يظهر كالتالي:
وَشْمُوَارع شَتِپْنَرع رعمَشِشَ مَيْأمَنَ .
حياته العسكريةقاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام ، وفي
معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.) ، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالإشتباك مع قوات
مُواتالّيس ملك
الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة مع
حاتّوسيليس الثالث ، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
قاد رمسيس الثاني أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد
النوبة ، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميس) في شرق
الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد فى مكانها فى طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك.
آثارهقام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق اى ملك مصرى أخر ، فقد بدأ بإتمام المعبد الذى بدأه والده في
أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال ، وفى
الكرنك أتم بناء المعبد الذى قد بدأه جده
رمسيس الأول ، وأقام في طيبة
الرامسيوم ( أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثانى ) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس
لآمون ولنفسه ، وتوجد له
رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى.
وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى
أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى وهو جالسا ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا ، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته
نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الآلهه
حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة ، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثانى و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.
ووجود كل هذه الآثار له فى الجنوب يدحض إدعاء البعض أن عاصمة الحكم فى عهده كانت فى الدلتا فى مدينة (بر رعميس) لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت فى جنوب مصر حيث العاصمة كما هى طيبة.
كانت آثار أبو سمبل مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر ، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى.
وأقام رمسيس الثانى العديد من المسلات منها
مسلة مازالت قائمة بمعبد الأقصر ، ومسلة أخرى موجودة حاليا في
فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسى يدعى ليباس.
وفاتهدفن الملك رمسيس الثانى في
وادي الملوك ، في
المقبرة kv7 ، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى
خزانة المومياوات في
الدير البحري ، حيث اكتُشفت عام
1881م بواسطة
جاستون ماسبيرو ونقلت إلى
المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات ، كان رمسيس يبلغ ارتفاع قامته 170 سم ، والفحوص الطبية على موميائه تظهر آثار شعر أحمر أو مخضب ، ويعتقد أنه عانى من
روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة ، وكذلك عانى من أمراض في
اللثة.
إدعاء أن الملك رمسيس هو فرعون موسىنظرا لإعتماد علماء الغرب على ما لديهم من أسفار العهد القديم ومع تتبع الأزمنة الواردة به فقد ظن الكثيرون من المستشرقين وعلماء الغرب ان رمسيس الثاني هو نفسه فرعون موسى الذى عاصر وجود اليهود فى مصر ومن أصحاب هذه النظرية : أولبرايت - إيسفلت - روكسي - أونجر – الأب ديڤو R.P. de Vaux ولمن يرون ذلك عدة آراء يحاولون بها اثبات هذه الفرضية ، فذهب البعض إلى القول انه إذا كان رمسيس الثانى قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م وبناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27 ، ولكن ينقض نظرية الأعتماد على التورايخ ان هناك تضارب كبير بين التاريخ المذكور في العهد القديم والمذكور في العهد الجديد ، وربما يكون أول من نادى بهذه النظرية يوسيبيوس القيصاري الذي عاش في الفترة من 275 حتى 339 ميلادية.
كما شكك معظم علماء المصريات في فرضية ان يكون رمسيس الثانى هو فروعون موسى ليس من منطلق بحث تاريخى مفصل ولكن لأن فحص مومياؤه أثبتت انه لم يمت غرقا على عكس ما حاول أتباع هذه النظرية من الترويج لها بإدعاء وجود آثار ماء فى رئتيه. أما الطبيب الفرنسى موريس بوكاي فقد ذكر في كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم الحديث) انه يظن ان
مرنبتاح ابن رمسيس الثانى هو الأقرب لأن يكون هو فرعون موسى ، وكان إعتماده فى ذلك ان
التوراة والإنجيل تؤكد وجود فرعونين عاصرا فترة النبى
موسى عليه السلام أحدهما قام بتربيته والآخر هو من عرف بفرعون الخروج الذى طارد موسى وبنى إسرائيل وأغرقة الله فى خليج السويس. إلا أن الملك مرنبتاح نفسه قد قدم صك براءته من هذه النظرية ووضح الخطأ الفادح فى الإعتماد على الأزمنة التوراتية المكتوبة فى العهد القديم. فلقد قدم لنا مرنبتاح الدليل على كون تاريخ خروج موسى كان قبله بمئات السنين وذلك بما نقشه على مسلته الشهيرة من ما يعرف بأنشودة النصر والتى تباها فيها بإنتصاراته على كل ما يحيط به من ممالك ومنهم شعب اليهود.
وكذلك لم يعثر على اى أثر ينتمى إلى فترة حكم رمسيس الثانى ذكر فيه أى شيئ عن بنى إسرائيل أو أثر يشير إلى الأوبئة التي عاقب الله بها حاكم مصر وشعبه حتى يدفعه لقبول طلب نبى الله موسى بتحريرهم وخروجهم من أرض مصر.
كما ان فرعون موسى ادعى الألوهية لنفسه بينما كان الملك رمسيس الثانى يؤمن بأربعة آلهة هم
آمون ورع وپتاح وسوتخ وسمى فرق جيشه الأربعة بأسمائهم.
وكما ذكرنا فإن أول ذكر لبنى إسرائيل في الآثار المصرية القديمة كان في عهد الملك
مرنبتاح إبن رمسيس الثانى وخليفته فى الحكم على اللوحة التي تم اكتشافها وتعرف باسم لوحة إسرائيل أو إنشودة النصر وفيها يسجل مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان وشعب اسرائيل مما ينفى نفيا قاطعا أى إمكانية لكون رمسيس الثاني هو فرعون التسخير وان مرنبتاح هو فرعون الخروج.
</BLOCKQUOTE>